الأحد، 30 يناير 2011

المارد العربي




تأثرا بالأحداث الأخيره في تونس وانقلاب الحكم

وخلع الرئيس التونسي
وفراره خارج البلاد



حمى وطيس الانتفاضه الشعبيه في الشارع المصري
التف المجتمع بمختلف توجهاته حول هدف واحد
وهو إسقاط النظام وعلى رأسه
رئيس الجمهوريه
محمـد حســني مبـارك




ظن المصريين ان بقيام الثورة
وهيجان الشارع والقيام بالمظاهرات
والتنديد والشعارات
والحملات المشحونه  
سيسقط النظام الحاكم في مصر

في قراءة سريعه للتاريخ
والأحداث نعلم ان الشعب المصري شعب ثوري
سريعا مايمكن تأجيجه وشحنه
بالافكار ويترجمها بنزوله الى الشارع حاملا الشعارات
هاتفا بملئ فمه
وبكل حماس ضد او مع

اذا المظاهرات والانقلابات هي وراثه
تجري مع الانسان المصري مجرى الدم
ووكأن قدر المصري ان يعيش بين  ثورة 52
وثورة 25 تاريخ حافل بالمعاناة



الشعب المصري من الشعوب العربيه التي عانت من الفقر وسوء الادارة
وطغيان حكامها على مر التاريخ

وكان الاجدر بالرئيس حسني مبارك ان يتعظ
وان يعلم علم اليقين ان للظلم حين وينتهي
فهو احد قيادي الضباط الأحرار
ولايخفى دورهم في رفض الظلم والتصدي له واستلام الحكم من بعد اسقاط الملك فاروق واستلام محمد نجيب مقاليد الحكم ومن ثم عبدالناصر
مرورا بالسادات للوصول لحسني مبارك

اي انه كان أداه لرفع الظلم عن شعبه فالأولى به ان يعي تماما الدور المطلوب منه

لايمكن ان ننكر مواقفه على المستوى الخارجي
وارسائه  لدعائم السلام في المنطقه ضمن الأطر المتاحه له طبعا
فهو سياسي محنك عاصر الكثير من الاحداث والوقائع وله باع طويل في مجال السياسه وادارة عمليات السلام في المنطقه
ولعب دور صمام الامان في الكثير من الاحداث في الشرق الاوسط


وشهدت بلاده فتره استقرار نسبي
لكن ذلك لاينفي مدى معاناة شعبه على المستوى الداخلي
فالوضع ليس بخافي عن الجميع فمعاناة الانسان المصري
وتدني مستوى معيشته

اصبح مضرب مثل لسوء الخدمات التي يتلاقها في بلده
من تعليم وخدمات صحيه الى ازمة السكن
وتفشي البطاله بين ابنائه
و مشكلات التلوث البيئي
والانفجار السكاني وغيرها الكثير

كل ذلك تحت مظله اداره فاسده
بقياده الرئيس
فاصبح رمز للفساد الاداري هو وحكومته
واصبح اسم مبارك الابن
علامه تجاريه لسرقه المال العام

ويكفي متابعتي لقناه المستقله والحلقات التي بثتها مع رجل الاعمال المصري
أشرف السعد

وروايته لمعاناته من جمال مبارك واحتكاره لسوق الاعمال
لادراك كدى معاناه حتى رجال الاعمال من بطشه وتسلطه

اذا فالتاريخ يعيد نفسه
الحكام العرب ما ان يتقلدو مقاليد الحكم حتى تبدا معاناه شعوبهم

فما حدث في تونس هو نتيجه لبطش حاكمهم وتضيقه الخناق على شعبه
والدائر حاليا في مصر لنفس الاسباب

والسودان في  الطريق
اليمن تنتظر
وسوريا تراقب
الجزائر مستعده


الا يحملنا تواتر الأحداث وسرعتها
على السؤال  أهناك خيط خفي بين مايحدث حاليا وبين
مسمى

الــشرق الأوسط الجديد !!

تغير انظمة الحكم وبمثل هذه الطرق الثوريه
وانقلاب الشعب على الحاكم
بعد سنين الظلم 
وفجأة

صحيح ان الشعوب ملت
من الظلم وطغيان حكامها
 لكن
يبقى السؤال من المستفيد
تعتبر مصر بسياستها الخارجيه حجر عثره للمخطط الايراني وليس ذلك بخافي على احد

لو نظرنا الي الموضوع من زوايا مختلفه
من المستفيد من توتر الوضع المصري الداخلي
فهاهم بدو سيناء يتشابكون مع الامن المصري على الحدود ويفتحون المعبر

الرعاع يعيثون في القاهره فسادا
عمليات نهب وترويع آمنين
مصر تشتعل بجميع مناطقها ووصلت مرحلة انفلات امني

الهدف لنزول فئات المجتمع المصري الى الشارع هو اعلان عمليه رفض الظلم
صحيح لكن من الاولى تحديد المطالب

ماذا بعد مبارك ؟

يجب ان يبتعد الشعب عن الغوغائيه في التفكير والبحث عن سبل الاصلاح

وصول حاكم جديد لسده الحكم في الوقت الحالي دون معالجه اسباب الفساد
هي عمليه لاعاده الاحداث
والسماح لتكرار نفس المأساة

اعتبر ان امام الشعب المصري فرصه ذهبيه لعلم الرئيس بأن اراده الشعب اقوى من سيطرته
ففرصته لاملاء طلباته وتحقيق مطالبه كبيره في ظل التوجس الحكومي والرئاسي
ومحاوله التخفيف من حده هيجان الشارع
فالاولى استغلالها وعدم السماح لأيدي خارجيه بالخوض لتعكير المياه المصريه


فاليس من السهوله سقوط الرئيس  
وان كنت اظن ان كرت حسني مبارك احترق عند الولايات المتحده ويجب تغير الطاقم

فالاحداث الاخيره تنبأ بأن ساعه التغيير قد ازفت

فلو نظرنا لماحدث في لبنان وتغير الاستراتيجيه وتبديل الاولويات
وتغير المصالح ورجوعها للمربع الاول
وعوده سوريا لتسير الاحداث بعصا ايرانيه
وتمكين الحزب المعارض لزمام الامور لعلمنا ان هناك مايدار تحت الطاوله يطريقه مدروسه فتحيد الدور السعودي في الملف اللبناني وفي هذا الوقت بالذات خير دليل
ان الايدي الايرانيه تلعب وبرشاقه في ملف لبنان وبسط نفوذها اصبح لايحمل الشك

من جهه اخرى
اظن ان اليمن من اكثر الارضيات الممهده لانزلاق حاكمها  لهاويه التاريخ
فالوضع اليمني ليس باحسن حال من بقيه الدول
يعاني الشعب اليمني من تعنت السلطه وسوء ادراتها وليست العيون الايرانيه بعيده عن مراقبته .


اما سوريا وما ادراك ماسوريا
دوله قمعيه بامتياز
يعاني شعبها الامرين
وان انكر
فهو آخر شعب ممكن ان ينتفض
اويذود عن حقوقه المسلوبه وحاوله استردادها
بالطرق الثوريه
شعب سوريا شعب لايحلم ولا حتى في المنام بقيام ثورة
ولا يتصورها اصلا بخياله .

السودان وبعد عمليه تقسيمه اصبح من الهشاشه بما يكفي لكل عمليه تغير

ولكن يبقى ان نقول ان على الدائر تدور الدوائر
ولنا في قراءة التاريخ عبره
على الحكام ان يعوا ان الزمن مختلف
وان ارداه الشعوب العربيه جباره

وان المارد العربي ما ان يصحوا من سباته لن ينام

لذلك الاولى بهم ان يعملوا على تحسين الاوضاع الداخليه لبلدانهم وتوفير الحياه الكريمة لشعوبهم التي هي من ابسط حقوقهم على الحكام

فانتم تنامون وعين اعدائكم لاتنام
لايوفرون جهد ولا ذخيره لاتمام مخططاتهم
ويستغلون الثغرات لادخال الفتن واشعالها
فالعمل على تحسين علاقة الحاكم بالمحكوم هي من اجدى الخطوات في الوقت الحالي

ومالنا الا ان ندعوا الله ان يعم الاستقرار الوطن العربي والاسلامي
وان يصلح ولاة امورنا

فالأمن بالاوطان من نعم الله التي لاتحصى
اللهم امنا وجميع المسلمين
.






















ليست هناك تعليقات: